موضوع: احترس من جائزة المحمول الإثنين مارس 03, 2008 11:30 am
احترس من جائزة المحمول 6/12/2007
دق جرس الباب.. لم يرفع الطارق يده من علي الجرس.. استيقظت عزيزة من نومها.. اسرعت نحو الباب.. سمعت الطارق يؤكد لها أن زوجها فاز بعمرة مع خط محمول.. فتحت الباب بسرعة.. وجدت أمامها شابا قصير القامة قمحي اللون يرتدي تي شيرت عليه علامة شركة محمول وترتسم علي وجهه علامات الفرح قال لها: »تليفون البيت.......« ردت عليه بسرعة أيوه.
دخل الشقة لينهي إجراءات الجائزة وكتابة بعض بيانات الزوجة وابنائها وزوجها.
انطلقت زغرودة من المطبخ من أمها العجوز فرحا بالعمرة وأملا أن يعطيها زوج ابنتها الجائزة حتي تحقق حلمها في العمرة.. فهي سيدة مسنة تقطن في شقة غرفتين وصالة بالطابق الثاني اضطرت لاستضافة ابنتها عزيزة بعد زواجها في شقتها الضيقة حرصا علي ستر ابنتها وضعف دخل زوجها.. < BR>
ارتضت بكل ظروفه البائسة من أجل ابنتها الضعيفة أسرعت الزوجة الي المطبخ لتجهز كوب شاي مضبوط للموظف الذي بشرها بالجائزة.. دقائق قليلة وعادت مرة أخري الي صالة الشقة وفي يدها كوب الشاي جلست أمام الشاب والبسمة ترتسم علي وجهها.. سألته عن كيفية حصول زوجها طارق أنور علي الجائزة ومن هو الذي اتصل بالشركة.
رفض الموظف الاجابة عن أي شئ وطلب منها أن توقع علي الأوراق حتي تتسلم أوراق الجائزة، أمسكت القلم ووقعت علي الأوراق المطلوبة دون أن تقرأ شيئا لأنها كانت في حالة فرح وسعادة من الجائزة ونظرها ضعيف جدا.. وفور توقيعها علي الأوراق أكد لها الموظف ان تذكرة الطيران والتأشيرة سوف تصلك بعد تسليم جواز السفر خلال أيام.
عاد زوجها من العمل.. أصابه الإرهاق.. جلس علي الأرض أخبرته بالجائزة وبما حدث لها فور خروجه لعمل.. جمع قواه التي فقدها طوال النهار في عمل تنجيد القطن ووقف يتراقص بعد حصوله علي الجائزة وطلب م ابنه شراء طقم مياه غازية لكل الأسرة.
جلست الأسرة البسيطة تفكر في كيفية حصوله علي الجائزة أمسك طفليه وسألهما عن الاتصال بـ»0900« أو إحدي شركات الجوائز الكبري.. أكدا له أنهما لم يقوما بالاتصال بعد. دارت الدنيا برأسه وانهارت الزوجة المكلومة من غموض الجائزة وعدم علمها حتي عنوان الشركة التي حضرت اليها ولا رقم تليفون الموظف الذي حضر اليها وسلمها خط محمول.. ذهبت الي شركة المحمول لتتأكد من الجائزة ضحك عليها الموظف وأكد لها أن الشركة لم تقدم جوائز ولا شيئا ولا يمكن أن يحدث هذا من مندوبي شركة عريقة.. ويمكن أن يكون أحد من الجيران يحاول المزاح معها هي وزوجها.
عادت الي بيتها حزينة بائسة.. فلا تملك من حطام الدنيا شيئا غير ولديها الصغار فهي تعيش بالكاد وترعي امها المسنة وليس لها أي طموح في الدنيا غير الستر فقط.
مرت الأيام بطيئة ومملة جدا لم يطرق بابها أحد وذات يوم دق جرس التليفون.. أسرعت ورفعت السماعة.< /STRONG>
. وكان علي الهاتف رجل يتحدث بخشونة شديدة ويهددها بإيصال الأمانة الذي حررته له بعد حصوله علي توقيعها علي بياض عن طريق مندوب الشركة الذي اخبرها بالجائزة.. صرخت في وجهه.. انخرطت في البكاء المتواص قاطعها مرة أخري وهددها بقضية ايصال أمنة بمبلغ لا يمكن أن تسدده أو تفكر في سداده انتقاما من شقيقها الأكبر الذي طلق شقيقته وهناك خلافات بينهما حتي الآن وأكد لها أنه لن يتنازل عن تلك القضية حتي يعود شقيقها من الكويت ويركع أمامه متوسلا له حتي يعتذر له عما فعله مع شقيقته.
صرخت في التليفون وتوسلت اليه مرة أخري وأكدت له انها ليست لها علاقة بمشاكل شقيقها وأن زوجها لا يتحمل شيئا من هذه المشاكل وأنها لم تتحدث مع شقيقها منذ عامين.
رفض المتحدث ان يتنازل عن تهديداته المستمرة وأغلق التليفون في وجهها وتركها تغلي وتصرخ وتبكي.
عاد زوجه ا من العمل وجدها غارقة في دموعها بسبب تهديدات شقيق زوجة شقيقها الأكبر اصطحبها زوجها الي قسم البساتين وحرر محضرا رقم 6622 إداري بتاريخ 25 أبريل 2006 ضد وكتبت فيه أسلوب النصب الذي وقع عليها وتوقيعها علي الورق علي بياض واتهمت صاحب محل »دي جي« شقيق زوجة شقيقها بالنصب عليها وتقديم جائزة همية لزوجها.
عادت الي بيتها ثائرة خائفة من إيصال الأمانة الذي يعتبر سيفا مصلطا علي رقبتها.. رفضت تناول الطعام أسرعت الي البلكونة ساعات طويلة تفكر في المصيبة التي ستقع عليها في أي وقت.
انتظرت الكارثة في بيتها حتي وجدت أحد ضباط تنفيذ الأحكام يطرق بابها ويقدم لها حكما بالسجن 3 سنوات وألف جنيه غرامة لاتهامها بقضية ايصال أمانة وقعت عليه بمبلغ 125 ألف جنيه لصالح هذا الرجل سقطت علي الأرض مغشيا عليها.
صرخت أمها العجوز صرخة عالية نظر الضابط الي الزوجة والأم .. توقفت الكلمات أمامه.. حيث انهما يعيشان تحت خط الفقر.. والشقة التي تعيش فيها الزوجة ضيقة جدا ولا توجد منقولات بها فكيف لها أن تدفع هذا المبلغ الرهيب.. فهي تتعذر في دفع مائة جنيه.. خفق قلب الضابط أمام صراخها وجائزة الحكم عليها بـ3 سنوات سجنا في غمضة عين دون أن تتأكد من الأوراق التي وقعت عليها أثناء فرحتها حتي الحكم في القضية رقم 4342 لسنة 2006.
تركها الضابط غارقة في دموعها وندمها علي ما حدث لها وطلب منها التقدم بمعارضة في الحكم بأي طريقة ودفع 500 جنيه قيمة الطعن بالتزوير في تلك الورقة التي تهددها بالسجن في أي وقت.. ورغم تحريرها المحضر ضد الرجل الذي حول حياتها الي جحيم إلا أنه طليق حر يحاول بشتي الطرق تهديدها مرة أخري ولم يتم استدعاؤه للاعتراف بواقعة الجائزة الوهمية حتي يمكن أن تعيش عزيزة وأولادها في سلام.